الحرب والسلم 1/4
تأليف
ليو تولستوي
ترجمة
د. سامي الدروبي
على الرغم من صدور عدة ترجمات لهذه الرواية، فإن القراء دأبوا على السؤال عن ترجمة الدكتور سامي الدروبي الذي عرفوه في ترجماته المميزة لأعمال دوستويفسكي.
وهي هاي دار التنوير تعيد نشر هذه الترجمة لهذا الكاتب العظيم الذي يصعب اختصاره أو تلخيصه. فهذه الرواية التي لم تكف عن إثارة إعجاب ملايين القراء، وتعتبر من أكثر الروايات قراءة على مر العصور، كتب عنها شعراء وفلاسفة ونقاد... حتى أن مؤلفه نفسه يقول عن عمله أنه: ليس رواية، ولا هو قصيدة، ولا هو سجل لوقائع تاريخية. إنها ما أراد المؤلف، وما استطاع، أن يعبر عن في هذا الشكل الذي عبر عنه"
ولذلك فإن كل قاريء سيصل في قراءاته إلى نتائج تخصه من بين ما أراد المؤلف وتحدث عنه هو نفسه في المقدمة.
بالفعل إن هذا الكتاب يتجاوز التصنيف في فئة من فئات التأليف الأدبي. فهو إضافة إلى قيمته الأدبية، وقيمته التاريخية يقدم رؤى حول مسائل كبرى: حول تعارض حب الحياة مع مأساة الحروب، والدور الذي يمكن أن يلعبه الأشخاص في مجرى التاريخ، ودور الشعب بكل فئاته.. فعبر هذا الكتاب نرى المسار الإنساني من جهتين: جهة الفرد وجهة الجماعة، ونتأمل في المصير الإنساني على طريق الحياة والموت.
إنها رواية تنفذ إلى روح المجتمع الروسي، معبرًا عنها في أحداث ووقائع وشخصيات يرسم تولستوي لكل منها دورًا يعبّر من خلاله عن نفاذ بصيرته في رؤية النفس الإنسانية عمومًا.
للأسف، لم يستطع الدكتور سامي الدروبي أن يكمل ترجمة هذا الكتاب. وقد ترجم لنا جزئين من هذا الكتاب الضخم، وأكمل عمله الدكتور صياح الجهيم.
اطلب الكتاب
السعادة الزوجية
تأليف
ليو تولستوي
ترجمة
د. سامي الدروبي
قال: ما ذهب لا يعود، ولن يعود أبداً.
وقد رقَّ صوته أثناء نطقه بهذه العبارة.
قلت وأنا أضع يدي على كتفه: بل عاد كل شيء منذ الآن.
فأمسك يدي يشد عليها وقال: الحق أنني أتحسر وأبكي على ذلك الحب الذي زال ولن تدبَّ فيه الحياة ثانية. من المذنب! لا أدري. لا يزال هناك حب، لكنه ليس ذلك الحب الماضي. ولا يزال مكانه باقياً، لكنه ليس الآن إلا ألماً.
من الحديقة كانت أشذاء الليل العبقة تصّاعد الينا أجمل أرجاً، وكانت أصوات السكون الساجي تصل إلى أسماعنا أشد مهابة، وكانت النجوم تطلع في السماء أوفر عدداً. ونظرت إلى سرجي، فإذا أنا أشعر بتخفف وتروّح، كأن نفسي قد تحررت فجأة من عصب مريض كان يسبب ألماً شديداً. وأدركت أن الحب الماضي قد ذهب إلى غير رجعة، كالزمان نفسه الذي لا يؤوب الى وراء، بل أدركت أن عودة ذلك الحب ليست مستحيلة فحسب، بل هي أيضاً مربكة متعبة مؤلمة. حتى لقد تساءلت: هل كان ذلك العهد الماضي سعيداً حقاً الى الحد الذي كان يزينه لي خيالي؟ وما أبعد ذلك العهد! ما أبعده!...
الحاج مراد
تأليف
ليو تولستوي
ترجمة
هقال يوسف
كتب تولستوي هذه الرواية في السنوات الأخيرة من عمره، في فترة كان يعاني فيها من المرض الذي أدّى إلى وفاته، حتى قيل عنها إنها تبدو كموقف أراد اتخاذه في مواجهة الظلم ومناقشة معنى العدالة. من جهة أخرى تحمل الرواية رأي تولستوي المنتقد لطريقة تعامل روسيا القيصرية مع شعب داغستان.
في هذه الرواية، كما في رواية الحرب والسلم، يبدو أن تولستوي بقدر ما يقدّر صفات البطولة ويرفض الظلم، فهو يعارض فكرة الفناء من أجل المجد. ولذلك هو يرسم نهاية غير مجيدة لذلك البطل النموذج. وكما هو الحال في معظم أعماله يقدّم صورة عن مجمل التاريخ الروسي المليء بالحروب والمؤامرات والخيانات، والمعاناة أيضاً.
إنما يبقى محور هذه الرواية هي حياة تلك الشخصية، الحاج مراد، التي صوّرها بطريقة جذّابة محبّبة، وحياة أهل القفقاس القاسية والظلم الذي يتعرّضون له.
على الرغم من صغر حجمها، فقد اعتُبرت قصة «الحاج مراد» كإحدى أجمل روائع تولستوي، ولقيت إقبالًا واسعًا من القرّاء، حتى أنها تركت تأثيراً على غاندي في فكرة المقاومة السلمية. وقال عنها الفيلسوف المعروف «فيتغنشتاين» الذي كان معجّباً بها: «إنها تمتلك برود، ووضوح العمل المتأخر».
اطلب الكتاب
— دوستويفسكي”أعظم الروائيين على قيد الحياة“