عينان خضراوان
تأليف
حامد الناظر
"قالت مصادر قضائية إن محكمة سودانية قضت بإعدام امرأة في السابعة والعشرين من عمرها لتحوّلها إلى المسيحية. وطلبت المحكمة من مريم يحيي إبراهيم التراجع عن اعتناق المسيحية والعودة إلى الإسلام. ووجّهت لها أيضًا تهمة الزنا لزواجها من رجل مسيحي. وسأل القاضي "عباس خليفة" مريم عمّا إذا كانت ستعود إلى الإسلام. وقالت المصادر القضائية إنها بعد أن قالت "أنا مسيحية" صدر الحكم بالإعدام".
رويترز 15 أيار/مايو 2014
إنطلاقًا من هذه الحادثة التي أثارت جدلًا في المجتمع السوداني وزوبعة من التدخلات الخارجية، يكتب حامد الناظر حكاية امرأة تتعرض للظلم والقساوة والإذلال. وحتى بعد أن ظنت أنها تحررت من الأسر في معسكرات الحرب في وادي العقيق، حيث تعرضت لعذابات رهيبة، وجدت نفسها أسيرة مجتمع لا يرحم أذاقها المرارة والخسران، إلى أن قررت أن تأخذ مصيرها بيدها.
أمام قاعة المحكمة قالت لنفسها: "أنا اليوم مجرد امرأة، بكل ما يعني هذا التعريف من عدل وحيف، وهذه الحفلة ليست إلا الوجه الآخر لما خفت منه وسعيت إليه في الوقت نفسه، ولم أكن أعرف ماهيته على وجه الدقة، لكنني عرفته الآن. أن أكون أنا ببساطة. أنا ابنة الحرب وضحيتها ومعناها، إن كان لها معنى".
نبوءة السقا
تأليف
حامد الناظر
منذ أن علمت فاطمة بأمر خطبتها من ذلك المأمور، شغلتها أسئلة حيّرتها:
- قل لي يا سالم، هل هو وسيم؟ أقصد هل هو أبيض وطويل القامة؟ هل هو شاب أم كهل؟ هل يملك قصرًا كبيرًا وخدمًا؟ قل لي ماذا تعرف عنه؟
كانت تمطره بالأسئلة، وتتحدث بلهفة. تشير بيدها في الهواء وتنظر إلى الأعلى بفرح، إلى نقطةٍ مرتفعةٍ في الفراغ، بطول قامةٍ افتراضية تخيلتها لخاطبها، وتضمّ فمها مثل طفلة.
نظر إليها بحنوّ:
- الرجال يتزوجون النساء لجمالهنّ يا فاطمة، لكن العكس ليس ضروريًّا.
قاطعت فاطمة حديثه وتساءلت بفزَع: - هل تقصد أنه ليس وسيمًا؟
- ليس تمامًا، الرجل مثله مثل معظم الرجال في البلد، لا هو بالوسيم ولا هو بالقبيح. لكنه مسؤول كبير في الحكومة، هل تعرفين معنى ذلك؟
نظرت إليه وقد أصابها إحباط، فتابع:
- معنى ذلك أن له منصبًا وهيبةً ومالًا ونفوذًا. وسامة الرجال تقاس بمثل هذه الأمور..