أغنية المهد
تأليف
تشاك بالانيك
ترجمة
هشام فهمي
«تخيَّل عصر ظلامٍ جديد. تخيَّل الكُتُب وهي تحترق، والشرائط والأفلام والملفَّات. تخيَّل التليفزيونات والراديوهات وهي تُغذِّي هذه المحرقة الكُبرى. تخيَّل كلَّ تلك المكتبات وقد تمسَّكت بها ألسنة اللهب في قلب الليل. سوف يُهاجِم الناس محطَّات موجات الميكروويف ويَبتُرون كابلات الألياف البصرية بالفؤوس. تخيَّل الناس وهُم يُردِّدون الصلوات والتراتيل طوال الوقت لإغراق أيِّصوتٍ آخَر قد يأتي حاملًا الموت. سوف يضغطون أيديهم على آذانهم وقد نأوا عن كالأغنية أو كلامٍ يحوي الهلاك في طيَّاته كما يُسَمِّم المخبولون زجاجات الأسبرين. كلُّ كلمةٍ جديدة، كلُّ شيءٍ لا يفهمونه بالفعل سوف يصير مُشتَبَهًا به خطيرا، مُتَجَنَّبًا. حَجْرٌ صِحِّيٌّ ضد وسائل الاتَّصال. تخيَّل الرُّعب».
هي أغنيَّة إفريقيَّة قديمة فيها الكثير من الشَّجَن والعاطفة تُغَنَّى للأطفال قبل خلودهم إلى النوم، وهي أيضا تعويذة فتَّاكة يُمكنك أن تَستَخدِمها لتَقتُل أيَّ شخصٍ بمجرَّد توجيه أفكارك نحوه وترديدها في عقلك. في هذه الرواية المثيرة المليئة بالكوميديا السوداء يحكي مؤلِّف «نادي القتال» والناجي الأخير» عن السِّحر والسَّحَرة، وعن القتلة المأجورين والقتلة المُتَسَلسِلين والقتلة الجماعيِّين، وعن الطبيعة غيرالطبيعيَّة، وعن البيوت المسكونة وأشباحها، وعن خبايا عالم الصحافة وسمسرة العقارات، وعن رحلةٍ عبر أرجاء الولايات المتَّحدة يقوم بها راوي القِصَّة كارل ستريتور وبطلتها هيلين هوڤر بويل من أجل تدمير كلِّ أثرٍ للأغنيَّة القاتلة قبل أن تتسبَّب في دمار العالم كله.
الناجي الأخير
تأليف
تشاك بالانيك
ترجمة
هشام فهمي
«جسدك مجرَّد شيءٍ ترتديه وأنت تتسلَّم الأوسكار. الغرض الوحيد من يدك أن تحمل بها جائزة نوبل. شفتاك مخلوقتان فقط كي تطبع قُبلة في الهواء على وجه مذيعة التوك شو. قلبك لا ينبض إلا كي تكون ضيفًا دائمًا على مائدة العشاء في البيت الأبيض. جهازك العصبي المركزي ليس موجودًا إلا كي تخاطِب الجمعية العامَّة للأمم المتحدة.»
يُقدِّم لنا صاحب «نادي القتال» في روايته الثانية حكاية مليئة بالتفاصيل المثيرة والمدهشة والساخرة، عن تندر برانسن -النَّاجي الأخير من طائفة الموت الكريدشيَّة- الذي يحكي قِصَّة حياته الحافلة للصندوق الأسود على متن الرحلة 2039 على ارتفاع 39 ألف قدم في مكانٍ ما فوق المحيط الهادئ. إنه وحيدٌ الآن على متن الطائرة التي تبقَّت لها ساعات قليلة قبل أن ينفد منها الوقود تمامًا وتسقط في الصحراء الأوسترالية الواسعة، لكن قبل أن يحدث هذا سوف يروي برانسن لنا تفاصيل رحلة تحوُّله من الطفل الكريدشي المطيع، والخادم المتواضِع الذي كانه، إلى الزعيم الديني العالمي المُلهِم صاحب السيرة الذاتية والكُتُب الأكثر مبيعًا، ويُرينا لمحة من الجنون الذي يسود عالمنا المعاصِر.