التمساح – زوجة آخر ورجل تحت السرير
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في هذه الحكاية المضحكة، بعنوان التمساح، يحس القارئ بتأثير من جوجول في دوستويفسكي. إنها تذكّر بقصة جوجول عن مغامرة "الأنف" العجيبة. وهذا ما يعترف به دوستويفسكي نفسه. فكما تخيّل جوجول في سبيل الإضحاك أنفًا يتخذ وجه إنسان، كذلك تساءل دوستويفسكي، حين رأي تمساحًا جيء به إلى مدينة بطرسبرج: فما عسى أن يفعله إنسان يبتلعه هذا الحيوان حيًا؟
وهكذا ألّف دوستويفسكي حكاية مضحكة تشتمل على نقد للأفكار التي كانت رائجة حوالي العام 1860. إن بطل القصة، وهو موظف ليبرالي، يحس بارتياح في جوف التمساح. فهو يستطيع أن يضع هناك نظرية اقتصادية جديدة، وأن يفي محاضرات عن التاريخ الطبيعي في صالون زوجته التي يؤخذ إليها التمساح. والموظف الكبير تيموتي سيميوفتش، الذي تلجأ إليه زوجة الرجل مروعة مذعورة، يجيبها بأن التمساح لا يمكن أن يُبقر بطنه، لأن صاحبه أجنبي، ولأن روسيا محتاجة إلى رؤوس أموال أجنبية.
لقد أثارت هذه القصة الاهتمام لأن دوستويفسكي اتُهم بأنه يهاجم الفيلسوف تشرنيشفسكي وجريدة "الصوت" اليسارية، وهو ما نفاه دوستويفسكي.
لقد أراد دوستويفسكي من قصة زوجة آخر ورجل تحت السرير أن يقدم قصة هزلية، فهذه القصة أشبه بمسرحية من نوع "المسخرة"، حيث نرى زوجًا غيورًا ينتظر خروج زوجته في موعد غرامي ليقبض عليها متلبسة بالجرم، ثم نراه يدخل في حديث مع شاب هو عشيق الزوجة وكان ينتظرها هو أيضًا. ثم تخرج الزوجة مع شخص ثالث.. بعدها نرى الزوج الغيور يدخل بيتًا لا يعرفه، وعند وصول صاحب البيت يختبئ تحت السرير حيث يجد شابًا قد سبقه إلى الاختباء هناك.
اطلب الكتاب
المثل – قصة أليمة
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
كالعادة، يقدم لنا دوستويفسكي في رواية "المثل" صورة أخرى من صور النفس الإنسانية.
إن جوليادكين إنسان مزدوج الشخصية... فمن رآه من الخارج سمّاه مجنونًا وكفى.. أما دوستويفسكي فإنه يراه من الداخل، ويعيش معه تجربته النفسية، وهو لذلك لا يكاد يضحك عليه. بل على العكس، إنه يُبرز جانب المأساة في حياة إنسان يتعذب، لا عن ظلم اجتماعي فحسب، بل عن مرض نفسي قد يتصل بالظلم الاجتماعي. فمن لم يكن قادرًَا، بحد أدنى، من تجربة شخصية، على أن يرى ما يراه دوستويفسكي في بطله من الداخل، لن يستطيع أن يعرف كل العمق النفسي في تصويره شخصية هذا البطل بالعين البصيرة والريشة البارعة.
وفي "قصة أليمة" نرى نقدًا، بل تهكمًا، لاذعًا على البيروقراطية الروسية أثناء الإصلاحات الكبرى في عهد ألكسندر الثاني. فقد وُجد في ذلك الزمان جيل من رجال جدد، رجال مثاليين يدعون إلى الإصلاحات الليبرالية. ولكن دوستويفسكي يصف لنا في هذه القصة، التمزق المضحك الذي يعتمل في نفوس أمثال هؤلاء الرجال، ويكشف عن النقص في عزيمة البيروقراطيين الذين ينتمون إلى هذا النظام الجديد. ويتخذ دوستويفسكي من الموظف الكبير، "الجنرال مدني" برالنسكي، نموذجًا لهؤلاء. إن برالنسكي رجل طموح يتحمس لتيار النهضة الاجتماعية الذي كان يهز نفوس الناس في ذلك العصر، فهو يعد نفسه ليبراليًا، ويتكلم بفصاحة وبلاغة عن الآراء الجديدة، ويدعو إلى النزعة الإنسانية، وينادي بحسن معاملة المرؤوسين. لكن النتيجة تأتي عكس ذلك، ويتكشف أن ليبراليته لم تكن إلا نزوة عابرة..
اطلب الكتاب
البطل الصغير وقصص أخرى
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
كتب دوستويفسكي قصة "البطل الصغير" وهو في سجن منفرد بقلعة بتروبافلوسكايا. وبعد ذلك بزمن طويل قال لصديقه: حين وجدتني في السجن قدّرت أن هذه هي النهاية، ولكنني لم ألبث أن هدأت هدوءًا تامًا على حين فجأة. فماذا فعلت؟ كتبت قصة "البطل الصغير". اقرأ هذه القصة! هل تجد فيها شيئًا من غضب أو حنق أو ألم؟ كنت وأنا في سجني أحلم أحلامًا هادئة، طيبة، حلوة، عذبة، وكلما طال بقائي في السجن، ازداد حالي تحسنًا"
إن هذا التناقض بين الزنزانة الرطبة مع الانتظار الطويل لصدور الحكم، وبين الأحلام الهادئة والذكريات المضيئة المشرقة لهو ظاهرة نفسية نادرة. وقد علل دوستويفسكي هذه الظاهرة قائلًا: "إن في طبيعة الإنسان حيوية مدهشة! حقًا ما كان لي أن أصدق أن الإنسان يملك مثل هذه الحيوية ولكنني أعرف الآن ذلك بالتجربة".
"لقد انتهت طفولتي". ما أروع وصف دوستويفسكي لهذه العواطف التي تضطرم في قلب فتى ملتهب! إن الأسطر الأخيرة من هذه القصة التي كتبها دوستويفسكي قبل نقله إلى المعتقل في سيبريا لهي من أصفى ما خطه قلمه من أحلام رومانسية. إنها وداع للشباب قبيل الآلام التي ستكشف له عن قوة الشر في أعمال النفس الإنسانية.
هذه الروح الرومانسية تجمع معظم ما ضمته هذه المجموعة من القصص.
اطلب الكتاب
الزوج الأبدي
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
رجل من المجتمع الراقي في العاصمة، يصل ذات يوم إلى مدينة في الأقاليم، فيغازل امرأة موظف مسن محدود الدخل، فلا يلقى في إغوائها عناء.. ويعود الرجل المغوي إلى العاصمة، وتموت المرأة، ولا يبقى سوى المغوي والزوج. ويطّلع الزوج على ما حصل بين الرجل وزوجته حين تقع بين يديه رسائل مرسلة من زوجته المتوفاة.
إن ما صوره دوستويفسكي في هذه الرواية، هو المواجهة بين الشخصين، الزوج والعشيق.. مواجهة بين نوعين من الرجال: زوج أبديّ، يعيش مع امرأة، ورجل يغوي النساء ولكنه لا يعيش مع امرأة.. بل هو متوحّد ومنعزل.. أما المرأة فلا يملكها أي منهما. وهذا هو الظرف الإنساني الذي نراه في مرآتهم جميعًا.
ها هو المغوي يشعر نحو "الزوج الأبدي" بشفقة يمازجها احتقار ويقول عنه "إن إنسانًا كهذا إنما يولد ويكبر لا لشيء إلا ليتزوج ويصبح تتمة لزوجته."
لكن دوستويفسكي يجعل حياة الشخصين تتقاطع، كأن هناك نوعًا من المغناطيسية تقرّب أحدهما من الآخر. حتى إن الزوج يصطحب غريمه ذات يوم إلى خطيبته الجديدة.. وهنا نرى المغوي كأنما يحركه شيطان، فيفتن الفتاة..
اطلب الكتاب
ذكريات شتاء عن مشاعر صيف
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في العام ١٨٦٢، قام دوستويفسكي بأول رحلة له إلى الخارج. فمر بألمانيا ووصل إلى باريس، حيث لم يمكث فيها إلا عشرة أيام، ثم سافر إلى لندن لمدة أسبوعين، عاد بعدها إلى باريس ثانية، فقضى فيها أسبوعين آخرين، ثم تركها إلى جنيف مارًا بمدينة بال. وفي جنيف التقي بصديقه نيقولا ستراخوف، فزار الصديقان إيطاليا معًا. وقد كتب ستراخوف بعد ذلك يقول: "لا الطبيعة ولا المباني ولا آثار الفن كانت تعنيه، فإنما كان ينصرف انتباهه كله إلى الناس."
إن هذا الغائص العظيم إلى أعماق النفوس يوجه انتباهه كله إلى البشر في الشوارع وفي المسارح وفي المقاهي. إنه يحاول أن يفهم سيكولوجية كل شعب أثناء هذه الرحلة الخاطفة التي استغرقت نحو شهرين.
وعندما نشر دوستويفسكي هذه "الذكريات" لم يتحدث فيها عن رحلته إلا قليلًا، وإنما هو يستخدم هذه الرحلة ليعرض آراءه في تاريخ روسيا وفي وضعها، وليتهكم على البلاد التي مر بها، ليتهكم على ألمانيا وإنجلترا، وعلى فرنسا خاصةً، حيث يستهل الكلام عنها بجملة قالها فونفيرين، وهي أن "الفرنسي محروم من العقل، ولو أوتي عقلًا لعدّ ذلك أكبر شقاء يصيبه". ثم لا يذكر إيطاليا أو سويسرا بخير أو شر.
رواية "العذبة" واحدة من أشهر أعمال دوستويفسكي، حيث نجده يغوص في النفس البشرية لرجل يقف أمام جثة زوجته. ويأخذنا إلى ماضي العلاقة بين رجل تصرّف بقساوة مع امرأته، حتى لم يعد ينفع تراجعه الذي لم يعلنه لها، فانتحرت.
اطلب الكتاب
نيتوتشكا نزفانوفنا
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
هنا يسبق دوستويفسكي عالم النفس آدلر في تصويره عقدة النقص وما تفعله بصاحبها. ويسبق فرويد حين يصف لنا البنية نيتوتشكا التي تحب أباها (زوج أمها) وتكره أمها.. "شعرت نحوه بحب لا حدود له، حب ليس فيه شيء من طفولة" (عقدة إلكترا)
وحين تُنقل نيتوتشكا إلى بيت أمير، تتعرف هناك بابنة الأمير، وتنشأ بين الفتاتين عاطفة هي حب الفرد فردًا من جنسه، الذي يحدثنا عنه فرويد: قبلات وعناق ونجوى ومسارات.. وتنشأ بينهما في الوقت نفسه صلات تصلح تجسيدًا لنظرية آدلر في "عقدة النقص" أو "مُركب الدونية"
ويبدأ الجزء الثالث بقصة السيدة التي تحسن إلى اليتيمة فتضمها إليها وتحبها، فتبادلها الصبية الحب. ولكن نيتوتشكا تشعر بوجود شيء ما وراء ذلك التسليم الذي يبدو على سيدة البيت. فإنها تلاحظ أن السيدة تخفي القلق والاضطراب والخوف كلما بدت أسعد حالًا وأهدأ بالًا. ثم تكتشف السر: تعثر في كتاب لوالتر سكوت على رسالة قديمة أرسلها إلى إلكسندرين ميخائيلوفنا شاب يعترف بحبه، ويتركها إلى الأبد لأن الناس من حولهم أخذوا يروّجون الأقاويل. وتفهم نيتوتشكا السر في حزن "المتهمة البريئة" التي يسومها زوجها العذاب بسبب هذه الرسالة.
اطلب الكتاب
الليالي البيضاء
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
لاقت رواية الليالي البيضاء انتشارًا واسعًا، وأحب القراء رومانسيتها الفيّاضة، والتأملات الخلاقة التي يسترسل فيها دوستويفسكي في أعماله المبكرة محوّمًا حول الموضوعات التي ستتناولها أعماله.
يحكي "فاسيا"، بطل الرواية" عن أحلامه وانفعالاته وحبه الرقيق الحنون، لكن هذا الشاب الذي يعيش حياة انعزالية ويغرق مشاعره القوية وأحلامه الرومانسية، ويحلم بالانتقال من دور الشاعر المغمور أول الأمر، إلى الكاتب المتوّج بأكاليل المجد، في حاجة إلى الخروج من هذه الحياة الخيالية. إنه في حاجة إلى أن يجد صديقًا ( أو صديقة ) ليستطيع أن يفضي بمشاعره. وها هو في ليلة من ليالي شهر مايو البيضاء بينما كان الضياء يضفي على المدينة النائمة طابعًا سحريًا، يلتقي بفتاة بائسة. تتعرض للتحرش من سكير فيندفع ليحميها. إنه يشعر نحوها بشفقة عميقة لأنه يرى أنها حزينة وأن ذكرى من الذكريات كانت تبكيها فيقدم لها صداقته.
يلتقي الشاب والفتاة أربع ليال متتاليات في المكان نفسه فيقصّ كل منهما على صاحبه حياته صادقًا مخلصًا لا يخفي منها شيئًا.
إن هذه الشخصية من أحب الشخصيات التي خلقها دوستويفسكي، وهي عند دوستويفسكي نفسه أقربها إلى قلبه وآثرها في نفسه، وهي شخصية ستظهر في أكثر من عمل له.
اطلب الكتاب
قرية ستيبانتشيكوفو وسكانها
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في هذه الرواية نرى نموذجي دوستويفسكي الأثيرين اللذين يظهران في كل أعماله تقريبًا: الإنسان الوديع، والإنسان الشرس. فمع أن الرواية تتخذ منحى هزليًا فإن شخصياتها تنقسم على نحو واضح إلى هاتين الصفتين. فالكولونيل روستانف محبّب إلى القلب، يتحمّل حتى الإساءة، ولذلك فهو يخضع عن طيب خاطر لإرادة أمه، بل إنه لمستعد أن يتزوج على مضض فتاة غنية لا يحبها. وهو يقبل المذلة والهوان الذي يلقاه من أمه التي تصدق أكاذيب فوما فومتش، الذي يتحكم بحياتها وحياته، ويتصرف بطريقة تبلغ حد السخرية المضحكة مع جميع من في البيت، بل في القرية كلها.
فهذا المنافق امتلأت نفسه بغضًا وحسدًا ورغبة في التسلط والسيطرة، وأصبح طاغية يسخر بكل من حوله ويتهكم عليهم ويستهزئ بهم. وهو يعظ بالأخلاق ويتكلم في الدين ويدّعي أنه سيعتكف ناسكًا بعد أن ينهي تأليف "كتابه الأدب العظيم". ولكن ذلك كله ليس إلا كذبًا ونفاقًا، فهو لا يكتب شيئًا وكل ما يريده أن يحتفظ بسيطرته على الأم ليضمن المأوى المريح والحياة المرفهة في ستيبانتشيكوفو.
اطلب الكتاب
حلم العم
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في تعليقه على رواية "حلم العم" قال دوستويفسكي: "كان همي الوحيد حين كتبت في سيبيريا هذه الرواية الأولى بعد المعتقل أن أستأنف حياتي الأدبية، وكنت خائفًا من الرقابة خوفًا كبيرًا، لذلك جاءت وجلة كحمامة، بريئة براءة تامة من الممكن أن تصنع منها مسرحية هزلية".
هكذا كانت رواية حلم العم، كأنما أراد دوستويفسكي أن يبتعد عن تصوير حالة الفقر والبؤس والنفوس الطيبة عن طريق رواية تصوّر حياة الأرستقراطية الروسية بصورة هزلية.
فالشخصية الأساسية: "العم" هو أمير أرستقراطي روسي مفتون بالغرب، يعرف أوروبا الغربية أكثر مما يعرف روسيا، ويريد أن يتزوج من كونتيسة فرنسية.
تدرك مجموعة من نساء الأرستقراطية الروسية شغف الأمير، وتدور منافسة على من منهن ستزوجه من ابنتها. وتدخل السيدة الأشهر في المدينة المنافسة وتقرر فجأة أن تزوج الأمير من ابنتها زينا الفتاة الجميلة. ترضخ الفتاة لرغبة أمها، وتفتنه لأنها غنّت أغنية فرنسية وهي تعزف على البيانو.
إن دوستويفسكي حين صوّر هذه الشخصية إنما قدّم للقارئ صورة كاريكاتورية للأرستقراطية المنحلة المفتونة بحب الغرب. وسنرى نظيرًا لهذه الصورة الكاريكاتورية، بمزيد من السخرية اللاذعة، في رواية "الشياطين".
اطلب الكتاب
الجارة وقلب ضعيف
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في رواية الجارة التي كتبها دوستويفسكي الشاب، يقول على لسان كاترين بطلة الرواية: "هب الحرية لإنسان ضعيف، يرفضها هو نفسه ويردها إليك." وهو بهذا يطرح مشكلة الحرية والإرادة، التي سيعود إليها في عدد من رواياته. فكاترين تريد أن تهب الحب الصادق لإنسان جدير بها، لكنها لا تستطيع أن تتحرر من قيود أخطاء الماضي، وهذا ما تتصف به ناستازيا بطلة رواية "الأبله"، وأيضًا جروشنكا بطلة "الأخوة كارامازوف".
اطلب الكتاب
مذلون مهانون
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
مرة أخرى يدخل دوستويفسكي عالم ملؤه المشاعر بكل أنواعها، فهنا نجد الحالات القصوى من الحب والعطف والشفقة والمواقف النبيلة، والاستعداد عير المحدود للتضحية، كما نجد الشر والظلم والكراهية والقسوة والتجبّر والكبرياء الذي يؤدي إلى التصرفات الغبية
في هذه الرواية يقدم دوستويفسكي رؤيته لما في الحب الجارف من التباس وتناقضات، بل من ذل. وكيف أن هذا الحب حين يكون متطرفًا يدفع فيه الطرف الضعيف ثمنًا غاليًا. وهذا هو حال ناتاشا التي منحت قلبها وهجرب أهلها مضحية بكل شيء من دون تردد، فكانت مضطرة إلى تحمل تبعات هذا الحب، ومواجهة الشر الذي يمثله الأمير والد محبوبها أليوشا، والتغاضي عن ضعف حبيبها الطفولي وانقياده لأهوائه، وحتى تقبّل حبه لامرأة أخرى
إضافة إلى النماذج العجيبة لشخصيات الرواية، وعوالمها الغريبة، فإن ما يجعل القارئ ينشد للرواية ويتابعها بشغف هي قصة الفتاة نللي ابنة الظلم والمعاناة والتي تحولت إلى متسولة في طفولتها حتى لا تخالف وصية أمها التي اوصتها وهي على فراش الموت بألا تذهب إلى الأغنياء حتى لا تفقد كرامتها
المقامر
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
على الرغم من أن دوستويفسكي أملى الرواية على سكرتيرة، وانتهى منها في أقل من شهر، فإنها جاءت نابضة بالحياة، ولقيت إقبالًا تجاوز معظم ما كان قد نشره دوستويفسكي من قبل. خاصة وأن فيها شيئًا مما عاشه وجرّبه بنفسه.
في هذه الرواية نرى تمزقات البطل ألكسي إيفانوفتش الذي يأسره حبّان جامحان، أولهما حبه الشديد لباولين القاسية غريبة الأطوار، والثاني الهوى الجارف لمائدة الروليت.
إن حبه لباولين هو مزيج من رغبة بالاستسلام، ورغبة بالهروب، إنه حب وبغض معًا، فألكسي يعترف لباولين بأنه يجد عبوديته لها ملذات كبيرة، فيقول لها أن في المذلة والسقوط متعة عظمى، وفي اللحظة التي تتقبل فيها حبه وتبادله مشاعره يفر.. أما هوى المقامرة، فإن دوستويفسكي يصوره كنوع من الافتتان، السحر، الهذيان، بل نوع من التحدي للقدر.
لكن بطل دوستويفسكي، ينتهي إلى اعتبار أن هذا الجموح عاث في نفسه فسادًا فتخلى عنه آخر الأمر.
إن الترجمة التي يقدمها الدكتور سامي الدروبي لهذه الرواية البديعة تمنحنا القدرة على التمتع بهذا العمل الكبير، فكانت ترجمة لا تُضاهى.
اطلب الكتاب
الأبله 1/2
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
تعتبر رواية الأبله واحدة من روايات دوستويفسكي التي لاقت شهرة واسعة، كما لاقت إقبالًا لا يزال مستمرًا بحيث تتكرر طبعاتها بكل لغات العالم.
كمعظم أعمال دوستويفسكي، تغوص هذه الرواية في النفس البشرية وصراعتها الداخلية، حيث نرى ذلك التكثيف للمشاعر والرغبات، وقد اختار دوستويفسكي شخصياتها من نماذج هي عبارة عن كتلة من النزعات والمعاناة، فالأمير ميشكين مصاب بنوع من الصرع، وفي الوقت نفسه يتميز بطيبة قلب واستعداد للتضحية وإبداء التسامح برضى حتى أطلق عليه لقب "الأبله"
الجريمة والعقاب 1/2
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
لقد طرح دوستويفسكي الأسئلة الأكثر إلحاحا وأزلية التي تواجه البشرية وهو يزداد حضورا على الرغم من مرور قرن ونصف تقريبا على وفاته. إنه يشد أفكارنا ومشاعرنا لنتمكن من رؤية أنفسنا وعالمنا بكل بؤسه وعظمته، وبكل جدارته وتفاهته، وبكل الشرور والخير الكامنين في النفس الانسانية، ويشدنا لرؤية عالمنا بروعة جماله وأحلامه وأوهامه.
يصوّر دوستويفسكي في "الجريمة والعقاب"، ذلك الصراع الأزلي في النفس ما بين الخير والشر، ويقدم تفكيرًا عميقًا مدهشًا في فكرة العدالة وصراع القيم داخل تلك النفس. إنه يدرس قضايا الوجود، والعذاب، والخير، والشر، والحب والجريمة، والأهواء، والمنفعة.
يعدّ راسكولنيكوف الخطوات بين داره ودار العجوز المرابية. ويصف لنا الدار، والسلم، وتفاصيل المسكن، والشقة المطلة عليه.. كل التفاصيل، فدوستويفسكي حريص على التفاصيل في حياة أبطاله، وحريص على أن يجعلنا، على مدى الرواية، نتطلع إلى الظروف والأسباب والتناقضات التي يحملها راسكولنيكوف، كأنما هو يأخذنا لإدراك استحالة معرفة الإنسان، ويطلعنا على فوضى مشاعره، ويرينا أى تناقضات لا يمكن بلوغها تكمن في أعماق الإنسان.
وقد استطاعت ترجمة الدكتور سامي الدروبي أن تصل إلى عمق ما أراده دوستويفسكي. ونقلت إلينا مشاعر أبطالها على نحو مبدع.
في قبوي
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في هذا العمل لن يجد القارئ قصّة يتابع أحداثها، بل هو أقرب إلى أن يكون كتابًا أراد منه دوستويفسكي أن يعبّر عن أفكار ونظرة إلى الحياة من خلال شخصية سلبيّة لإنسان يمتلئ قلبه بالمرار والاحتقار للناس ولنفسه.
لقد قيل عن هذه الرواية إنها تعبّر عن تيار تشاؤمي عرفه القرن التاسع عشر من أبرز أعلامه نيتشه وكيركجارد وشوبنهاور، فنرى البطل يهاجم نظريات الأخلاق والمنفعة والمصلحة والنظريات الوضعيّة والمادية التي راجت في ذلك الزمان.
لقد كتب دوستويفسكي هذه الرواية على قسمين، القسم الأول منها ليس إلا نوعًا من حديث الانسان مع نفسه، أو هو نوع من الاعتراف، فيقول: أنا رجلٌ مريض.. إنسان خبيث... لست أملك شيئًا مما يجذب ويفتن. وفي هذا القسم يغلب الجانب الفكري الفلسفي. فهو يرفض الوقوف حتى أمام جدار العلم، فيرفض قبول أن 2×2=4، فيقول: فيمَ تعنيني قوانين الطبيعة والرياضيات إذا كانت هذه القوانين لا ترضيني ولا تعجبني؟ إنني أرفض أن أُذلَّ أمام هذا الحاجز.
أما في القسم الثاني، فنراه يدخل إلى عالم الأدب والشعر من خلال تعليقات على بعض الأعمال، وعلى عالم الوقائع من خلال نظرته لمجتمعه، ومن خلال علاقة مع بائعة هوى تظن واهمة أنه سيخلّصها من التردّي الذي ينتظرها.
اطلب الكتاب
الإخوة كارامازوف 1\4
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
"لقد طرح دوستويفسكي الأسئلة الأكثر إلحاحا وأزلية التي تواجه البشرية وهو يزداد حضورا على الرغم من مرور قرن ونصف تقريبا على وفاته. إنه يشد أفكارنا ومشاعرنا لنتمكن من رؤية أنفسنا وعالمنا بكل بؤسه وعظمته، وبكل جدارته وتفاهته، وبكل الشرور والخير الكامنين في النفس الانسانية، ويشدنا لرؤية عالمنا بروعة جماله وأحلامه وأوهامه.
إن ما يجري في نفس أبطال دوستويفسكي على صلة بما جرى، وبما يجري، وما سيجري في كل مكان على الأرض وفي السماء منذ ألف عام، واليوم، وغدا: "هل تدرون أي قوة يبلغ الانسان الواحد من أمثال: رفائيل، وشكسبير، وأفلاطون، وسيرفانتس؟...إنه يبقى ألف سنة، ويبعث العالم...". يقول دوستويفسكي.
في هذه الرواية يصور دوستويفسكي الحيرة والتردد في الصراع بين الحقيقة والزيف، وبين الخير والشر، فيرسم في صور حية قمم السمو البشري ومهاوي الانحطاط، ولكن علام يدور هذا الصراع؟ ويجيب دوستويفسكي بأن هذا الصراع يدور على روح الانسان.
إن الأخوة كارمازوف هي المعبر الروحي الأكثر قوة عن نفسه، إنها نوع من التعبير الأدبي المحمل بالدلالات الفلسفية العميقة، وبأفكار ذلك العبقري ونظرته إلى الحياة.
اطلب الكتاب
ذكريات من منزل الاموات
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
إن هذا الكتاب ثمرة تجربة شخصيّةعاشها دوستويفسكي ، إذ يتحدّث عمّا عاناه هو نفسه في السجن، مع أنه ينسب المذكرات لرجل سّماه ألكسندر جوريانتشكوف. فيصف مشاعر فقد الحريّة، والعيش مع قتلة ولصوص يكنّون له عداوة شديدة لأنه ينتمي إلى طبقة السادة الذين يضطهدون أبناء الشعب.
لكن دوستويفسكي لا يغرق في مشاعر تشاؤمية، بل مع الوقت يروح يميّز بين الأشرار والأخيار، ويجد بين السجناء مَن يمكن أن تُفْهَمَ جرائمهم بل يمكن أن تُعْذَرَ من وجهة نظر الأخلاق. ويقدّم لنا صورة قويّة التأثير عن حياة السجن بما فيها من شقاء ومن علاقات انسانية رفيعة وتبادل منافع وتجارة... وأشياء يصعب على المرء تصوّرها.
اطلب الكتاب
الشياطين 1/2
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
ضللنا الطريق فما عسانا فاعلين؟
الشيطان يجرّنا هنا وهناك
ويديرنا إلى كل الجهات
بهذه الأبيات من بوشكين، وبمقطع من انجيل لوقا عن الشياطين التي دخلت في الخنازير يفتتح دوستويفسكي روايته التي يعطيها عنوان "الشياطين".
أما الشياطين فهم أولئك الذين يتصارعون على روسيا وليس من أجلها.
اطلب الكتاب
الفقراء
تأليف
دوستويفسكي
ترجمة
د. سامي الدروبي
في هذه الرواية سنتلمَّس الأغوار العميقة التي سينفذ اليها دوستويفسكي، والأعماق الميتافيزيقية التي ستذهب إليها رواياته في الغوص عميقاً في أبعاد الشخصية الإنسانية، وخاصة في تصوير حياة الفقراء والمهمَّشين والدخول إلى عوالمهم النفسية التي ستدور حولها معظم رواياته.
فالبَطلان في هذه الرواية مضطهَدان معذَّبان مذَلّان مهانان، يوقع فيهما الأشرار كل أنواع الظلم، ويتحملان من الفقر ما لا يُطاق. فيتحمّل ماكار الذلّ والجوع ويضحّي بكل ما يمكنه الحصول عليه، وهو قليل جداً، في سبيل الفتاة المسكينة التي لا يكاد يراها، ولا يجرؤ أن يزورها مخافة النمائم. إنه يرتضي لنفسه الحرمان من أجل إسعادها فيرسل اليها هداياه الصغيرة متحمِّلًا البرد والجوع والإذلال.
عبر الفقر الذي يعانيه ماكار ديفوشكين يكشف دوستويفسكي عن كل الفقر الذي يحيط به، وحين يهمّ الرجل أن يشكو ويتذمر من العذاب الذي يقاسيه الخيرون في هذا العالم، نراه يعود ليتراجع عن الشكوى والتذمر، مسلّمًا بالواقع، مذعناً لمشيئة القدر، همّه فقط أن يسعد غيره بسذاجة تحمل ببساطتها روحاً إنسانية مدهشة.